بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولنبدأ بالقصة من أولها نبدأ قبل الأنبياء وقبل الأرض وقبل السموات نبدأ بالبداية الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ...
خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلد في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرض فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير. وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء سبحانه يروي الإمام أحمد -رحمه الله- عن أبي رز يل لقيط بن عامر العقيلة -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: كان في عما في فراغ لا شيء ظلام وفراغ ما فوقه هواء، وما تحته هواء، هواء عند العرب يعني فراغ فراغ ما في شيء ثم خلق عرشه على الماء هذه بداية الخلق وفي الحديث الآخر الذي يرويه الإمام أحمد وأبو داو ود والترمذي وغيرهما عن عبادة ابن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن أول من خلق الله القلم ثم قال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة. فهذا علم الله- سبحانه وتعالى- خطه القلم بما أمره الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ. في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم وهو رائد جمهور الفقهاء في هذه القضية أي الأمور خلق أولا عن عبد الله بن عمر بن العاص- رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء إذا العرش أولا على الماء ثم القلم فخط به الخط ثم جاءت السماوات والأرض فعندما يقال أول ما خلق الله القلم يعني أول من خلق من مخلوقات هذا العالم وجاء هذا فيما يرويه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال أهل اليمن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء وفد من اليمن وقالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم -جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر يعني بداية الخلق فقال : كان الله لا إله إلا الله كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء فكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض إذا البداية العرش على الماء ثم القلم كتب كل شيء وفي كلام بعض العلماء أن بعد القلم اللوح المحفوظ مباشرة فكتب القلم على اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك جاء خلق الخلائق وخلق السموات والأرض وتفاصيل ذلك أما ترتيب هذه الأمور فجاءت فيها أقوال كثيرة للعلماء وذكرنا لكم الترتيب الذي هو رأي جمهور العلماء
في هذه المسألة أما ترتيب خلق المخلوقات في العالم عالم السموات والأرض فجاء فيها أيضا حديث صحيح يرويه الأمام أحمد ويرويه كذلك الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يعني الأذى والجراثيم والأمراض المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة. آخر خلق خلق، آخر المخلوقات وهذا فيه أمر واضح في نظرية التطور وغيرها، المسألة واضحة ما فيه تطور الأمور هكذا خلقت خلقا وآخر الخلق هو آدم هو البشر أبو البشر آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ما بين العصر والمغرب فهذا فيه دليل على أن آدم هو آخر ما خلق من هذه المخلوقات وفيه تفصيل عن الأحاديث التي جاءت تبين لنا ترتيب خلق المخلوقات. وخلق الله -سبحانه وتعالى- قبل أن يخلق آدم خلق الملائكة عليهما السلام فكانوا السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة تسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم. وجاء في الحديث الصحيح قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف له وجاء بعد خلق الملائكة خلق الجن وجاء في ذلك الآيات والأحاديث الكثيرة. يقول الله سبحانه وتعالى }وخلق الجان من مارج من نار{ المارج من نار طرف النار طرف اللهب ليس من أصل النار وإنما من أطراف لهب النار وقال تعالى على لسان إبليس خلقتني من نار وقال الله سبحانه وتعالى} والجان خلقناه من قبل فدل على أنه قبل ذلك وفي الآية والجان خلقناه من نار السموم فهذا أصل خلق الجن وإبليس لعنه الله من الجن وجاء هذا حتى لا يتردد أحد في هذه المسألة ولا يخطأ جهالة في الآية إلا إبليس كان من الجن ليس من الملائكة يقول الحسن البصري رحمه الله لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين أبدا ما كان من الملائكة من الجن وهو يقول خلقتني من نار بينما الملائكة من نور وتضافرت الأدلة على إن إبليس من الجن ما كان من الملائكة أبدا وعن ابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهما- قالا: كانت الجن قبل آدم بألفي عام ألفين سنة قبل آدم و سكنوا الأرض هذه الأرض التي نعرفها كان يسكنها الجن ففسقوا فيها وأفسدوا فسادا عظيما وقتلوا بعضهم تقتيلا وسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة لما كثر الفساد في الأرض ملؤوا الأرض فسادا فالله سبحانه وتعالى أرسل إليهم الملائكة فقاتلتهم الملائكة معركة عظيمة حدثت على الأرض قبل خلق آدم فطردوهم إلى جزائر البحور وأخرجوهم من القارات وطردوهم إلى الجزر التي في المحيطات وهذا موطن الجن إلى اليوم أصل مراكز الجن الرئيسية في تلك الأماكن وجاءت الأحاديث الكثيرة تشير إلى أن إبليس لعنه الله له عرش وملك وهو رئيس الجن وعرشه على الماء في مكان ما فهذا كان قبل خلق آدم عليه السلام ولنبدأ بقصة أول الأنبياء والمرسلين آدم عليه الصلاة والتسليم. يقول الله سبحانه وتعالى }وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون{ الله سبحانه وتعالى لماذا خلقنا لماذا خلق أبونا آدم عليه السلام لماذا خلقنا لنعبده وهو عز وجل غني عن عبادتنا نحن الفقراء إلى الله، الله هو الغني الحميد، لا يحتاجنا لكنه سبحانه له السماء الحسنى والصفات العلى فأحب عز وجل إن تظهر آثار أسماءه آن تظهر آثار رحمته وآثار حكمته وآثار جبروته فلذلك خلق الخلق ليرحم وخلق الخلق ليظهر علمه وحكمته وجبروته وقدرته لتظهر خلق الخلق وهو غني عن الخلق عز وجل وتبدأ القصة في خلق آدم قبل خلق آدم في حوار سماوي عظيم بين الرب سبحانه وتعالى والملائكة عليهم السلام }وأذ قال ربك للملائكة آني جاعل في الأرض خلق{ خليفة ينتج يترك وراءه خلف تلو خلف وخليفة نائب آبو بكر خليفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعني ناب عنه بعد وفاته ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى فالله سبحانه وتعالى أراد آن يجعل خليفة يحكم الأرض ويعمر الأرض هو الذي خلقكم في الأرض واستعمركم فيها لتعمروها يريدها هذه الأرض أن تعمر والجن اقل شأنا من أن يعمروا الأرض واقل عقلا من آن يعمروا الأرض يقول العلماء عن الجن أعقلهم بعقل صبي عشر سنين ما عندهم القدرة والعقل على أن يبنوا الأرض آما الإنسان فالله سبحانه وتعالى خلقه في احسن تقويم صورة سبحانه احسن الصور ونفخ فيه من روحه فسالت الملائكة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال آني اعلم ما لا تعلمون كبف عرفت الملائكة إن آدم وذريته يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء ما قالوا هذا على وجه الاعتراض كلا حاشاهم الملائكة لا تقصد الله عز وجل عباد مكرمون لا يعصون ربهم ما آمرهم ويفعلون ما يأمرون وانما قالوا على وجه الاستفسار يسألون بعدما رأوا من صنع الجن في الأرض الله -سبحانه وتعالى- خلق الجن وأعطاهم التخيير ففسدوا وفسقوا في الأرض والآن سيخلق خلق آخر في الأرض لعله سيفسد كما أفسد الجن أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كما فعل الجن يعني هذا معنى الآية فمستغربين وخشوا آن يكونوا قصروا في عبادة الله عز وجل فأرادوا آن يسألوا هل نحن قصرنا حتى تخلق خلقا غيرنا ولذلك جاء في كلامهم ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك يعني نحن هل قصرنا في تقديسنا وتسبيحنا حتى تخلق خلقا غيرنا إذا السؤال من جانبين هل ستخلق خلقا يفسدون في الأرض كما فعل الجن وهل نحن قصرنا حتى تخلق خلقا غيرنا هذا معنى الآيات. والله سبحانه وتعالى رد عليهم قال }إني أعلم مالا تعلمون{ هنا تحدث الملائكة بينهم فقالوا ليخلق هنا ما شاء فلن يخلق خلقا إلا كن اكرم على الله منه وأعلم يعني لن يخلق خلقا هم يراد الخلائق السموات والأرض والمخلوقات والجبال والرياح والجن والدواب يخلق كل شيء ويعلمون انهم الوحيدون الذين يسبحون الله تعالى لا يفترون ويفعلون ما يأمرون ويتحملون التكاليف من الله سبحانه وتعالى وينفذون أمره في السموات والأرض وهم أكرم الخلق عند الله عز وجل فقالوا لن يخلق الله تعالى خلقا إلا كن أكرم على الله منه وأعلم هم أعلم الخلائق وأكرم الخلائق عند الله سبحانه وتعالى.
هــــذا والله اعلم