((((الغرور وفن الادعاء))))
ان حب الذات غريزة في بني البشر وهي ليست صفة لفئة خاصة دون الاخرى بل حق مشروع لكل انسان ما لم يجعل حب ذاته فوق حب الله
اما الغرور فهو عكس ذالك تماما هو صفة ذميمة ومرض معنوي يصيب قلوب ضعاف النفوس
والغرور يجعل صاحبه منبوذا عند الكثيرين من صالح الخلق لما فيه من التكبر والتعالي وحب الذات المفرط وتقديس المادة
والغرور مع التواضع صفتان لا يلتقيان في الشخص الواحد ابدا لان كل منهما نقيض الاخرى تماما
واحذر اخي ان تحسب الغرور ثقة بالنفس لانه في اغلب الاحيان هو نتيجة الشعور بالنقص في جانب من جوانب الحياة
لانه في كثير من الاحيان تجد الشخص المغرور يلبس ثوب التعالي والتكبر ليحول انضار المحيطين به عن نقص يعانيه سواء كان مادي او معنوي
كثير من الناس يغتر بكثرة ماله ومعارفه وينسى ان (دوام الحال من المحال)
فكم من ملك ملك الارض طولا وعرضا وهو الان تحت التراب
وكثير من الناس من يغتر بعلمه وينسى ان(فوق كل ذي علم عليم)
وكثير من النساء من تغتر بجمالها وتنسى ان(كثير من ملكات الجمال طال بهم العمر واصبحن عجائز اكلت التجاعيد
وجوههن
هذا غيض من فيض لان هناك الكثير
والغرور ليس محصور عند احد الجنسين او فئة عمرية معينة
تجده في الرجل وفي المراة وفي الغني وفي الفقير وفي الصغير وفي الكبير
خاصة في هذا الزمان اصبح كالوباء واستآصل في الكثيرين الا من رحم ربك
دواؤه بسيط وفي متناول الجميع الا من مات قلبه واتبع هواه
(التواضع-الايثار-حب الله-الاقتداء بخير الخلق عليه الصلاة والسلام)
واعلم اخي (انه من تواضع لله رفعه)
واعلم كذالك(ما رفع الله شيءا الا وضعه)
وللغرور نوع اخر غير ما ذكرت
(الادعاء بما هو غير موجود)
وهو مزيج بين الكذب والغرور اسميته فن الادّعاء
لان صاحبه يلبس قناع الخروف فوق وجه الذئب
كآن يدعي الانسان الوفاء والاخلاص
وقد باع اعز انسان على قلبه بابخس الاثمان
كآن يدّعي الانسان الصداقة
وهو لا يعرف عنها غير الاسم
كىن يدّعي الانسان البساطة
وهو يحتقر من هو اقل منه شآنا
كآن يدّعي الانسان الاحترام
وهو يحسب الاحترالم شيء يباع ويشترى
كآن يدّعي الانسان النبل
وهمه التنقيب في اعراض الناس
كآن يدّعي الانسان الامانة
وقد باع سرا آتمن عليه
واعلم اخي نهاية الغرور هي الانكسارلا محالة