بسم الله الرّحمن الرّحيم
والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم
ها هـو شيـطان الإنـس يـحـدّث شيـطان الجـنّ ويـعـقــد الصّـفــقـات ..
يريدان تغيير حال المسلمين في شهـر القربات والطّاعات والعبادات ..
لـتصـبح آثـاماً ومعـاصي وبـعـداً عــن خـالـق الأرض والسّــمـاوات ..
رسما معاً مخطّطاً شيطانيّاً ماكراً
وبتنفيذه ...
يقلبان رمضان القرب والوصال ... إلى فيضان البعد والضّلال
ربح فشل
مغفرة يأس
ضياء ضباب
استقامة انحراف
نور نار
لنقرأ الحوار الّذي دار بينهما في هذه المكالمة :
- ألو ..
- أخيراً فتحت الجوّال ؟
منذ يومين وأنا أحاول الاتّصال !
- من أنت ؟
- ألم تعرفني ؟
أنا الطّلاع الرّصاد
الموسوس في صدور العباد
- عفواً عفواً يا زعيم
فغيابك في هذا الشّهر الكريم
أنساني صوتك الرّخيم
ثمّ اعذرني لإقفال جوّالي
فأنا في ذروة انشغالي
-أخبرني عن عملكم في رمضان
- اطمئنّ يا عدوّ الرّحمن
كلّ ٌ أنجز دوره بإتقان
الفنّان .. وعازف الألحان
ومصمّم الإعلان
قد أبعدنا من استطعنا عن باب الرّيّان
.
- ماذا عن المسلسلات في هذه الأيّام ؟
- على خير ما يُرام
وضعنا فيها معسول الكلام
وملأناها بالهُيام والغرام
فتابعها الغافلون على الدّوام
حتّى نسوا الذكر والدّعاء وتلاوة القرآن
واستغفار ربّ الأنام
.- وما حال التّراويح .. هل أدركوها في الجوامع ؟
- في هذه السّاعة .. بادروا للصّلاة
فخلت من النّاس الشّوارع
لكن لا تقلق .. فالكثير منهم وقته ضائع
فأكثرهم أمام الشّاشات ليمتّعَ المسامع
ويشاهدَ رخيصاً هو في ظنّه رائع
- وفلسطين ؟
- لم تعد قضيّة لأكثر المسلمين
- وباب المغاربة .. وأقصاهم ؟
- الأقصى وبابَه أنسيناهم
وصار (بابُ الحارة) شُغلـَهم ومناهم
- ما هذا الدّهاء ؟ لم يكن كلّ هذا في ظنّي
أراك ألعنَ منّي !
- طبعاً يا صديق .. فإفساد النّاس هو عملي وفنّي
وهل سمعت غير هذا عنّي ؟!
- أحسنت صنعاً يا شرّير !
فبعد هذا الإنجاز الخطير
إعجابي بك كبير !
- لكن هناك ما يقلقني !
فما زال في المسلمين صفوة
لم أستطع إسكارهم ولو بغفوة !
- يا لك من مسكين
لا شكّ أنّك من الجاهلين !
فقد أخبرني ربّ العالمين
أنّ في الأمّة عدداً من المخلـَصين
ولسنا منهم بنائلين ..
لكنّي وجدت حلاّ
فرسولهم قال ( لن يُغلـَبَ اثنا عشَرَ ألفاً من قِلّة )
فما داموا لم يبلغوا اثني عشر ألفا
ستبقى الأمّة منهكة ضعفا
- وماذا عنك يا لعين ؟
هل من مشاريع أعددتـَها للمسلمين ؟
- أبشر يا أخا الأبالسة !
فعودتي باتت قريبة
ومخطّطاتي لهذا العام رهيبة
صحيح أنّ الكثير منهم قد رحمه المنّان
وغمره بالرّضا والغفران
وسيمنحه عتقاً من النّيران
إلا أنّني سأكثف الجهود بعد هذا الغياب الطّويل
وسأسحب الجائزة التّي سينالها من اجتهد في الشّهر الفضيل
.
- هل تعني ما تقول ؟
- وهل عهدتني إلا مُخرّباً للعقول ؟!
- إذاً فأخبرني .. ما أوّل أعمالك الخبيثة عند الوصول ؟
- سأفتتحها بلفائف الدّخان
هي منّي هديّة لكلّ من تركها في رمضان
ولن أزيده بها إلا إدماناً على إدمان
.
- فكرة رائعة .. هل لديك غيرها من أفكار ؟
- بالتّأكيد .. فما قلتـُه هو فقط أوّل المشوار
أرأيتَ ذلك التّائب الّذي تمرّغ على أعتاب الغفار ؟
سأنصب له فخّاً .. لأوقِعَه في الذنوب والأوزار
.- هذا شيءٌ عظيم !
- ولن أكتفي بذلك !
- قلّي يا ملعون .. ما الّذي يدور في بالك ؟
- أمضيت وقتي في هذا السّفر
أعدّ زينة للمعاصي .. ما كبر منها وصغر
- إعدادٌ رائع .. وتخطيطٌ شيطانيّ بارع !
- لكنّ هذا لا يكفي !
- أكمل أكمل .. أثرتني لمعرفة ما تـُخفي
وللسّماع زِدتَ لهفي !
سأوسوس للنّساء بترك الحجاب الّذي التزمنه في هذا الشّهر
وآمرهنّ بالتّبرّج والظّهور بأبهى الصّور
مع التّجمّل والتزيّن بأحلى أنواع العطر
ولن يقودهم هذا إلاّ إلى سقر
- حسنٌ يا صديق
تابع في هذا الطّريق
وأتمنّى لك التّوفيق
- أتقصد أنّكم ستنشرون المزيد ؟
نعم .. فأعمالنا دوماً في تجديد
في المستقبل القريب سنعرض لهم مسلسل : --------------
وسيتكرّر عرض مسلسل : --------------
وسنجعلهم يفعلون : ------------- و-------------و-------------
وبهذا يصبح المسلمون : -------------- !!
- أعوذ بالله منكم ! أعمالكم فاقت ما عندي من مفاسد وشرور
ألا يكفيكم ما جرى للمسلمين بعد مسلسل .... ؟!
أرى أنّك عديم الضّمير والحسّ !
- هذا لتعلموا أنّنا أخبث منكم .. نحن شياطين الإنس !
- على كلّ حال .. هذا ما أريد .. ولا ألومكم أبدا
- لكن يا صديقي هذا سرّ .. فلا تخبر به أحدا
- حاضر يا دنيء النّفس
أوامرك كلّها على العين والرّأس !
.
- والآن يا مُفسِدَ البشر .. دعنا ننهي الكلام
فهناك من يلتمس ليلة القدر .. ولا زال أمامي الكثير من المهام
- معك حقّ .. ولك منّي أطيب الأماني
وعندما أعود قريباً .. سنحتفل معاً بإنجازاتنا .. ونتبادل التّهاني
- لكن لا تنسَ أن تحضر معك الأعوان
- طبعاً يا صديق الجان .. فجنودي في أشدّ اللّهفة لرحيل رمضان !
- شكراً يا حبيب .. وإلى لقاء قريب
ـــــــــــــــــــــــ
انتهت المكالمة
ـــــــــــــــــــــــ
ها هو الشّهر الفضيل .. قد شارف على الرّحيل ..
* العين تسكب العَبرات .. والرّوح تطلق الآهـات ..
* القلب يسرع بالخفقان ..
وينادي بأعلى الصّوت
أرجوك .. لا ترحل رمضان !
.
بالأمس استقبلناه .. ولم تكد تطرف العين
حتّى أخذ يحزم أمتعته استعداداً للرّحيل .
فهل سنغتنم اللّحظات المتبقّية قبل رحيله
فنبالغ في ضيافته ، لكي لا يرحل عاتباً علينا ؟
هل سنسأل الله بعد رحيل رمضان أن يكرمنا بالبقاء
لنشهد عودة رمضان ، فنعمل بجدّ واجتهاد
ونجهّز ضيافة تليق بهذا الشّهر الكريم ؟
.
أو أنّنا سنسمح للشّيطان بالسّيطرة على نفوسنا
ونأخذه بالأحضان بعد أن كبّلناه بأيدينا ؟
أو نسمح لذلك العدوّ الّذي غزا عقولنا قبل بيوتنا
بمتابعة هذا الغزو العنيف
فيدمّر عقولنا وبيوتنا بآن واحد
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.
أنا أريد نفحات رمضان
ولا أرغب بأن يسيطر عليّ الشّيطان
إنسٌ هو أم جان
وأنتم إخوتي
ماذا تريدون؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال تعالى :
{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }