وهذا المنشور الذي بين يديك لأكبر السياسيين والمفكرين اقرئيه جيدا ثم قدمي لنا رئيك من فضلك
قال احد المفكرين :
إن العولمة التي تبناها دعاتها تهدف إلى صياغة عالم
تحكمه أفكار التسلط والسيطرة الثقافية والاقتصادية على الشعوب وإلغاء هويتها القومية).. ويعتبر الغزو الثقافي أحد أهم وسائل العولمة في تحقيق أهدافها.. ويقصد بالغزو الثقافي العمل الهادف إلى اختراق ثقافة الأمة وزعزعتها لتذويب هويتها وطمسها وسلبها مكوناتها, وبهذا المعنى فإن الغزو الثقافي عمل مقصود ومخطط له , وتعتبر العولمة المراد فرضها على العالم أن المجال الثقافي أحد أهم جبهاتها العدوانية لاختراق الثقافات الأخرى..
ومن المفيد هنا أن نفرق ما بين الغزو الثقافي بالمعنى السابق والتفاعل الحضاري الذي يقوم على الحوار والتكامل بين الثقافات, وفي ظل العولمة الامبريالية نجد أن الغزو الثقافي تزايدت أخطاره, التي تهدد هوية الأمم والشعوب, وهذا ما بدا واضحاً من خلال الأدوات التي أوجدتها العولمة لنشر ثقافة السوق المتوحشة وجعلها ثقافة عالمية مهيمنة بواسطة استخدام التكنولوجيا المتطورة في الاتصالات لنشر إنتاجها الثقافي ومفاهيمها للترويج لها وتحويل الثقافة إلى سلعة, وإبعاد الثقافة والمثقفين عن مجال نهضتهم بوطنهم وتقدمه... ولذلك نجد أن اهتمام العولمة, ولاسيما الأمريكية, يتركز على نشر مفاهيمها دون النظر للقيم الأصيلة للإنسانية ويلعب الإعلام ووسائل الاتصالات دوراً كبيراً في إبراز ظاهرة خرق ثقافات الشعوب والأمم وخاصة في البلدان النامية التي تعاني فقراً وضعفاً كبيرين حيال الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها الدولة الرأسمالية في مجال صناعة السيطرة الثقافية,. وهذا الأمر يدل على تهديد ثقافات هذه الشعوب واختراقها ومن ثم طمس معالمها ودفنها إلى الأبد, فوسائل الاتصالات والأقنية الفضائية أصبحت تدخل كل بيت شاء أم أبى صاحبه بسبب هذا الانتشار الواسع لتكنولوجيا الاتصالات.. الخطر الفادح ومن المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الأولى والأكبر في تسويق السلع الثقافية, فقد أوردت بعض الإحصائيات أنه في كل يوم يتم إنتاج عشرات الآلاف من العناوين والمواضيع في مجال الثقافة, وهذا الرقم كان يستغرق عشرات السنين لإنتاجه, من هنا تشتد الحاجة لدى الشعوب لمواجهة هذا الخطر الفادح على هوية وثقافة الشعوب, وتعتبر منطقتنا العربية في مقدمة أهداف أصحاب العولمة لغزوها ثقافيا وفكرياً ومادياً واجتماعياً كونها تمتلك ثروات هائلة من النفط والمعادن الأخرى..
ويشكل الغزو الثقافي أحد أهم وأخطر الخروقات التي تتعرض لها الثقافة القومية, وتعرضت أمتنا عبر التاريخ للعديد من هذه المحاولات وخاصة في مرحلة الصراع مع العدو الصهيوني, وكذلك حالة الصراع ضد مخططات العولمة الأمريكية وقد ذكر الباحث عطية الجودة في تعريف الثقافة بأنها مجموع الأفكار والعقائد والمفاهيم والعادات والتقاليد والأعراف والأخلاق التي تخص الأمة وتعبر عن هويتها القومية, وهي لا تتشكل دفعة واحدة, وإنما تنشأ عبر الارتباطات بالظروف التاريخية المحددة والملموسة لأي شعب أو أمة ).
وما يميز الثقافة العربية هو أنها ذات جذور عميقة وممتدة عبر التاريخ , وكان دورها حيوياً في الحفاظ على الرابط القومي بين العرب وحماية الهوية القومية من محاولات الغزو والاختراق, ولذلك اعتبر الباحث ـ الجودةـ أن الثقافة هي الحصن الحصين والأهم للشعوب, وهي أحد أهم العوامل المحفزة لنضالها, ونذكر الدور الذي لعبته اللغة العربية في تنبيه العرب إلى الأخطار المحدقة بهم كما كانت عاملاً أساسياً من عوامل يقظة الأمة في مواجهة سياسة التتريك.. والفرنسة في المشرق العربي ومغربه..
أما الإعلام العربي فيبدو عاجزاً ومنغلقا على نفسه, بل قد يساعد في كثير من الأحيان الإعلام الغربي لبث السموم والدعايات الفاسدة بين الشعب من خلال بث بعض البرامج المغرضة في تخريب عقول الشباب العربي وطمس ثقافته, وقد حذرت دراسة علمية أعدتها جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا فقالت:
إن وسائل الإعلام العربية شاركت بدور أساسي في تعميق الغزو الإعلامي الأجنبي من خلال الساعات الطويلة لبث المواد الأجنبية, وتوقعت الدراسة أن تنشأ مشكلات اجتماعية بفعل هذه الثقافة الإعلامية سيتأثر بها الأطفال والمراهقون والشباب, وأثارت الدراسة تساؤلات عديدة حول شيوع هذه الظاهرة الإعلامية في الحياة العربية ووجدت أن العامل الأساسي هو التسابق غير المشروع على جذب الشباب لأسباب تجارية مادية ودخول المال العربي بشكل سلبي إلى الإنتاج الإعلامي والفني.
وأشارت إلى ضرورة الانتباه إلى هذه الظاهرة على أنها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة تريد تدمير الواقع العربي وثقافة المجتمع وقيمه, وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أبرزها: أن هذه الثورة الحضارية ينبغي استيعابها وتقبلها بوعي حضاري وبما يجعلنا قادرين على الاستفادة منها حسب ما يناسب واقعنا وتراثنا وتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا التي نفتخر بها ونعتز, ومنذ سنين طويلة لاتزال الدعاية الغربية تشيع الفكرة الخاطئة أن الثقافات في قارات أفريقيا وأمريكيا اللاتينية متخلفة ومتأخرة وبالتالي ليس من المنطق ـ حسبما يقول المشيعون لتلك الدعاية ـ أن تواصل تلك الثقافات البقاء في ظل الظروف الحالية.. ولذلك حرصت تلك الاتجاهات إلى تنفيذ برامج المحو الثقافي تحت شعارات التنمية الاقتصادية والثقافية.. من هنا نجد أن الثقافة القومية هي الحصن الحصين والأهم للشعوب, وهي أحد أهم العوامل المحفزة لنضالها, وجدير بالذكر الدور الذي لعبته اللغة العربية في تنبيه العرب إلى الأخطار المحدقة بهم, كما كانت عاملاً أساسياً من عوامل يقظة الأمة العربية في مواجهة سياسة التتريك والفرنسة في المشرق العربي ومغربه..
دليلي علمي وليس من رأيي ااتي بدليل علمي لتصدق أفكارك