-سورة النجم
أقول: وجه وضعها بعد الطور: أنها شديدة المناسبة لها فإن الطور ختمت بقوله: «وإِدبار النجوم» وافتتحت هذه بقوله: «والنجمِ إِذا هوى» ووجه آخر: أَن الطور ذكر فيها ذرية المؤمنين وأنهم تبع لآبائهم وهذه فيها ذكر ذرية اليهود في قوله: «هوَ أَعلم بكم إِذ أَنشأَكم من الأَرض» ولما قال هناك في المؤمنين: «أَلحقنا بهم ذريتهم وما أَلتناهم من عملهم من شيء» أي: ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين مع نفعهم بما عمل آباؤهم قال هنا في صفة الكفار أو بني الكفار: «وأن ليسَ للإِنسان إِلا ما سعى» خلاف ما ذكر في المؤمنين الصغار وهذا وجه بين بديع في المناسبة من وادي التضاد
أسرار ترتيب القرآن الكريم_للإمام جلال الدين السيوطي