قوة العلاج بالقرآن: بين العلم والإيمان
ما هي حقيقة العلاج بالقرآن؟ وهل هنالك آيات محددة للشفاء؟ وهل تلاوة القرآن تشفي الإنسان حتى من الأمراض المستعصية والخطيرة؟ هذا هو موضوع البحث، لنقرأ...
مقدمة
هنالك كثير من الحالات يتم شفاؤها كل يوم بفضل قراءة القرآن، ولا يمكننا أن ننكر ذلك لأن الشفاء حاصل، وهذا ما حدث معي عندما كنتُ أقرأ آيات محددة على مرض محدد فأجد أنه يبرأ بإذن الله تعالى!
العلاج بالقرآن موضوع شائك ولم يُعطَ حقَّه من البحث والدراسة، ولذلك فقد فكَّرتُ أن أبدأ هذه الرحلة واستخرتُ الله تعالى أن ييسر لي العلم النافع، وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاَ ويرزقني اجتنابه. فكان من أهم ثمرات هذا البحث والذي استمر سنوات أنني خلصتُ إلى نتيجة مهمة وهي أن الله تعالى قد أودع في كل آية من آيات كتابه قوّة شفائية لمرض محدد إذا تُليت عدداً من المرات على المريض.
في البداية
عندما نتأمل هذا الكون من حولنا فإننا نلاحظ أن كل ذرة من ذراته تهتز بتردد محدد، سواء كانت هذه الذرة جزءاً من معدن أو ماء أو خلية أو غير ذلك، إذن كل شيء في هذا الكون يهتز، وهذه حقيقة علمية لا ريب فيها.
إن وحدة البناء الأساسية للكون هي الذرة، ووحدة البناء الأساسية لأجسامنا هي الخلية، وكل خلية من خلايا جسدنا تتألف من بلايين الذرات، وكل ذرة طبعاً تتألف من نواة موجبة تدور حولها إلكترونات سالبة، وبسبب دوران الإلكترونات يتولد حقل كهربائي ومغنطيسي، وهذه الحقول أشبه بالحقول التي يولدها المحرك أثناء دورانه.
تعتبر الذرة وحدة البناء الأساسية للكون ولأجسامنا، وهي في حالة اهتزاز دائم، ولذلك فإن كل شيء يهتز بنظام محكم. والخلايا تهتز بنظام محكم، وتتأثر خلايا جسدنا بأي اهتزاز من حولها.
إن السرّ الذي يجعل دماغنا يفكر هو وجود برنامج دقيق داخل خلايا الدماغ، هذا البرنامج موجود في كل خلية ويمارس مهمته بدقة فائقة، حيث إن أقل خلل في عمل هذا البرنامج سيؤدي إلى خلل يظهر على بعض أجزاء الجسم. وسوف يصبح هناك عدم توازن، إذن العلاج الأمثل هو إعادة التوازن لهذا الجسم. وقد اكتشف العلماء أن خلايا الجسم تتأثر بمختلف أشكال الاهتزازات، مثل الأمواج الضوئية والأمواج الراديوية والأمواج الصوتية وغير ذلك. ولكن ما هو الصوت؟
وكل خلية من خلايا جسدنا تهتز بنظام محكم، وإن أقل تغير في نظام اهتزاز الخلايا يعني مرض في أحد أعضاء الجسم. ولذلك لابد من إحداث اهتزاز يؤثر على الخلايا المتضررة لإعادة التوازن لها.
طبعاً نعلم أن الصوت عبارة عن موجات أو اهتزازات تسير في الهواء بسرعة تبلغ 340 متراً في الثانية تقريباً، ولكل صوت من الأصوات هناك تردد معين، ويتراوح المجال المسموع للإنسان من 20 ذبذبة في الثانية إلى 20000 ذبذبة في الثانية [1]. وتنتشر هذه الأمواج في الهواء ثم تتلقّاها الأذن، ثم تنتقل عبر الأذن حيث تتحول إلى إشارات كهربائية وتسير عبر العصب السمعي باتجاه اللحاء السمعي في الدماغ، وتتجاوب الخلايا معها ومن ثم تنتقل إلى مختلف مناطق الدماغ وخصوصاً المنطقة الأمامية منه، وتعمل هذه المناطق معاً على التجاوب مع الإشارات وتترجمها إلى لغة مفهومة للإنسان. وهكذا يقوم الدماغ بتحليل الإشارات ويعطي أوامره إلى مختلف أجزاء الجسم ليستجيب لهذه الإشارات.
الصوت عبارة عن اهتزازات ميكانيكية تصل إلى الأذن ثم تتحول عبر الأذن إلى اهتزازات تصل إلى خلايا الدماغ حيث تتجاوب معها بل وتغير من اهتزازات خلايا الدماغ، ولذلك يعتبر الصوت قوة شفائية فعالة، ولكن تعتمد قوة الشفاء على نوع الصوت والترددات التي يحملها. وبما أن القرآن كتاب الله تعالى فإننا نجد فيه قوة الشفاء بإذن الله تعالى.
ومن هنا نشأ علم العلاج بالصوت باعتبار أن الصوت اهتزاز، وخلايا الجسم تهتز، إذن هناك تأثير للصوت على خلايا الجسم، وهذا ما وجده الباحثون حديثاً. ففي جامعة واشنطن وجد العلماء في أواخر القرن العشرين أن كل خلية من خلايا الدماغ لا يقتصر عملها على نقل المعلومات بل هي عبارة عن حاسوب صغير يقوم بجمع البيانات ومعالجتها وإعطاء الأوامر باستمرار وعلى مدار الساعة. ويقول أحد الباحثين في هذه الجامعة وهو الدكتور Ellen Covey إننا للمرة الأولى ندرك أن الدماغ لا يعمل كحاسوب كبير، بل هنالك عدد ضخم جداً من الكمبيوترات تعمل بالتنسيق مع بعضها، ففي كل خلية هنالك جهاز كمبيوتر صغير، وهذه الكمبيوترات تتأثر بأي اهتزاز حولها وبخاصة الصوت [2].
تبين التجارب أن داخل كل خلية من خلايا الدماغ هناك جهاز كمبيوتر دقيق، أودع الله في داخله برنامجاً دقيقاً يسير هذه الخلية وينظم عملها، وأن كل خلية تتأثر بالصوت، وهذه صورة لخلية تتأثر بالصوت ويتشكل حولها مجال كهرطيسي.
ولذلك يمكن القول إن خلايا كل جزء من أجزاء جسم الإنسان تهتز بترددات محددة، وتشكل بمجموعها نظاماً معقداً ومتناسقاً يتأثر بأي صوت يحيط به. وهكذا فإن أي مرض يصيب أحد أعضاء الجسم فإنه يسبب تغيراً في طريقة اهتزاز خلايا هذا الجزء، وبالتالي سوف يخرج هذا الجزء عن النظام العام للجسم ويؤثر على كامل الجسم. ولذلك فإن الجسم عندما يتعرض لصوت محدد فإن هذا الصوت سوف يؤثر على النظام الاهتزازي للجسم ويؤثر بشكل خاص على الجزء الشاذ ويقوم هذا الجزء بالتجاوب مع أصوات محددة بحيث يعيد نظامه الاهتزازي الأصلي، وبكلمة أخرى يعود هذا الجزء إلى حالته الصحيحة. هذه نتائج وصل إليها العلماء حديثاً، فما هي قصة هذا العلم، أي العلاج بالصوت؟
قصة العلاج بالصوت
أجرى الطبيب الفرنسي Alfred Tomatis تجارب على مدى خمسين عاماً حول حواس الإنسان وخرج بنتيجة وهي أن حاسة السمع هي أهم حاسة عند الإنسان على الإطلاق!! فقد وجد أن الأذن تتحكم بكامل جسم الإنسان، وتنظم عملياته الحيوية، وتنظم توازن حركاته وتناسقها بإيقاع منتظم، وأن الأذن تقود النظام العصبي عند الإنسان!
وخلال تجاربه وجد أن الأعصاب السمعية تتصل مع جميع عضلات الجسم، ولذلك فإن توازن الجسم ومرونته وحاسة البصر تتأثر جميعها بالأصوات. وتتصل الأذن الداخلية مع جميع أجزاء الجسم مثل القلب والرئتين والكبد والمعدة والأمعاء، ولذلك فإن الترددات الصوتية تؤثر على أجزاء الجسم بالكامل [3].
وفي عام 1960 وجد العالم السويسري Hans Jenny أن الصوت يؤثر على مختلف المواد ويعيد تشكيل جزيئاتها، وأن لكل خلية من خلايا الجسم صوتها الخاص وتتأثر بالأصوات وتعيد ترتيب المادة في داخلها [4]. وفي عام 1974 قام الباحث Fabien Maman والباحث Joel Sternheimer باكتشاف مذهل، وهو أن كل جزء من أجزاء الجسم له نظام اهتزازي خاص يخضع لقوانين الفيزياء. وبعد عدة سنوات اكتشف Fabien مع باحث آخر هو Grimal أن الصوت يؤثر على الخلايا وبخاصة خلايا السرطان، وأن هناك أصوات محددة يكون لها تأثير أقوى، والشيء العجيب الذي لفت انتباه الباحثين أن أكثر الأصوات تأثيراً على خلايا الجسم هو صوت الإنسان نفسه!!
ينتقل الصوت عبر الأذن إلى الدماغ ويؤثر في خلايا الدماغ، ويقول العلماء حديثاً إن للصوت قوة شفائية غريبة وتأثير عجيب على خلايا الدماغ التي تعمل على إعادة التوازن إلى الجسم كله! إن تلاوة القرآن لها تأثير عجيب على خلايا الدماغ وإعادة التوازن لها، لأن الدماغ هو الذي يتحكم بأعضاء الجسم، ومنه تصدر الأوامر لبقية أعضاء الجسم وبخاصة النظام المناعي.
قام العالم والموسيقي Fabien بوضع خلايا الدم من جسم صحيح، وعرضها لأصوات متنوعة فوجد أن كل نغمة من نغمات السلم الموسيقي تؤثر على المجال الكهرمغنطيسي للخلية، ولدى تصوير هذه الخلية بكاميراKirlian تبين أن شكل وقيمة المجال الكهرطيسي للخلية يتغير مع تعرض هذه الخلية للترددات الصوتية، ويختلف هذا المجال تبعاً لنوع الصوت الذي يتحدث فيه القارئ. ثم قام بتجربة أخرى حيث أخذ من إصبع أحد المرضى قطرة من الدم، وقام بمراقبتها بكاميراKirlian ، وطلب من هذا الشخص أن يؤدي بصوته نغمات مختلفة، وبعد معالجة الصور وجد بأن قطرة الدم تغير مجالها الكهرطيسي، وعند نغمة محددة تجاوبت خلايا الدم مع صوت صاحبها واهتزت بتجاوب كامل. وبالتالي استنتج أن هناك نغمات محددة تؤثر على خلايا الجسم وتعمل على جعلها أكثر حيوية ونشاطاً بل وتجددها. وخرج بنتيجة مهمة وهي أن صوت الإنسان يملك تأثيراً قوياً وفريداً على خلايا الجسم، هذا التأثير لا يوجد في أي وسيلة أخرى. ويقول هذا الباحث بالحرف الواحد:
"إن صوت الإنسان يحمل الرنين الروحي الخاص والذي يجعل من هذا الصوت الوسيلة الأقوى للشفاء" [5]. ووجد Fabien أن بعض الأصوات تفجِّر الخلية السرطانية بسهولة، بينما نفس الأصوات تنشط الخلية الصحيحة. إن الصوت عندما يستمع إليه الإنسان فإنه يؤثر على خلايا دم هذا الإنسان وينقل اهتزازات هذا الصوت لجميع أنحاء الجسم عبر الدورة الدموية.
خلية سرطانية تم تفجيرها باستخدام الترددات الصوتية فقط!! ولذلك فإن لتلاوة آيات القرآن تأثيراً كبيراً على علاج أخطر أنواع السرطان والأمراض المستعصية!
ولكن هل يقتصر تأثير الصوت على الخلايا؟ لقد تبين أن الصوت يؤثر على كل شيء من حولنا، وهذا ما أثبته العالم الياباني Masaru Emoto في تجاربه على الماء، حيث وجد أن المجال الكهرطيسي لجزيئات الماء يتأثر بشكل كبير بالصوت، وأن هناك نغمات محددة تؤدي إلى التأثير على جزيئات الماء وتجعلها أكثر انتظاماً. وإذا تذكرنا بأن جسم الإنسان يتألف من 70 بالمئة ماءً، فإن الصوت الذي يسمعه له تأثير على انتظام جزيئات الماء في الخلايا وطريقة اهتزاز هذه الجزيئات، وبالتالي تؤثر على شفاء الإنسان [6]. ويؤكد مختلف الباحثين أن صوت الإنسان يمكن أن يشفي من العديد من الأمراض ومن ضمنها السرطان [7]. كما يؤكد المعالجون بالصوت أن هناك أصواتاً محددة تؤثر أكثر من غيرها ويكون لها تأثير الشفاء على الأمراض، وبخاصة رفع كفاءة النظام المناعي للجسم [8].
يتغير شكل جزيئات الماء مع تعرضه للصوت، ولذلك فإن الصوت يؤثر بشكل كبير على الماء الذي نشربه، فإذا قرأت القرآن على الماء فإن خصائصه ستتغير، وسيحمل تأثير آيات القرآن حتى تدخل إلى كل خلية من خلايا جسدك وتشفيها بإذن الله تعالى! في الصورة جزيئة ماء متجمدة، هذه الجزيئة يتغير شكل المجال الكهرطيسي حولها باستمرار بتأثير الصوت.
كيف يتم الشفاء بالقرآن؟
والآن دعونا نطرح السؤال المهم: ما الذي يحدث داخل خلايا الجسم، وكيف يتم الشفاء بالصوت؟ وكيف يؤثر هذا الصوت على الخلايا المتضررة فيعيد لها التوازن؟ بعبارة أخرى ما هي الآلية الهندسية التي يحدث فيها الشفاء؟
يبحث الأطباء دائماً عن وسيلة للقضاء على فيروس ما، ولكن لو تفكَّرنا قليلاً في آلية عمل هذا الفيروس: مَن الذي يحرك هذا الفيروس ويعرِّفه طريقه إلى داخل الخلية؟ مَن الذي أعطى الفيروس المعلومات التي يختزنها بداخله والتي تمكِّنه من مهاجمة الخلايا والتكاثر في داخلها؟ ومَن الذي يحرِّك الخلايا باتجاه هذا الفيروس فتقضي عليه، بينما تجدها تقف عاجزة أمام فيروس آخر؟...
إن الفيروسات والجراثيم أيضاً تهتز وتتأثر كثيراً بالاهتزازات الصوتية، وأكثر ما يؤثر فيها صوت القرآن، فيبطل مفعولها، وبنفس الوقت فإن صوت القرآن يزيد من فاعلية الخلايا الصحيحة ويحيي البرنامج المعطل بداخلها فتصبح جاهزة لمقاومة الفيروسات والجراثيم بشكل كبير.
إن تلاوة القرآن هي عبارة عن مجموعة من الترددات الصوتية التي تصل إلى الأذن وتنتقل إلى خلايا الدماغ وتؤثر فيها من خلال الحقول الكهربائية التي تولدها في الخلايا، فتقوم الخلايا بالتجاوب مع هذه الحقول وتعدل من اهتزازها، هذا التغير في الاهتزاز هو ما نحس به ونفهمه بعد التجربة والتكرار.
إن النظام الذي فطر الله عليه خلايا الدماغ هو النظام الطبيعي المتوازن، وهذا ما أخبرنا به البيان الإلهي، يقول تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
صورة حقيقية لخلية دم تعرضت للصوت فبدأت بتغيير المجال الكهرطيسي حولها، إن صوت القرآن يؤدي إلى تغيير المعلومات التي تحملها هذه الخلية بما يزيد من كفاءتها في مقاومة الفيروسات والخلل الناتج عن الأمراض الخبيثة.
ما هي آيات الشفاء؟
عزيزي القارئ إن كل آية من آيات القرآن تحوي قوة شفائية مذهلة لمرض محدد، والثابت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه ركّز على سور وآيات محددة مثل قراءة سورة الفاتحة سبع مرات، وقراءة آية الكرسي (الآية 255 من سورة البقرة)، وآخر آيتين من سورة البقرة، وآخر ثلاث سور من القرآن.
ولكن القرآن كله شفاء، ويمكنك أخي الحبيب إذا أردت أن تقرأ الآيات التي تلمس منها شفاء لمرضك. مثلاً إذا شعرت في ضيق في صدرك فركز قراءتك على سورة الشرح (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)، وإذا كنتَ تعاني من صداع مزمن فعليك بقراءة الآية (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21]. وإذا كانت مشكلتك عبارة عن حبوب أصابت جلدك أو ثآليل أو قروح أو مشاكل جلدية فعليك بقراءة قوله تعالى: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) [البقرة: 266].
إذا كنتَ تعاني من الخوف فعليك بتكرار سورة قريش وبخاصة قوله تعالى: (وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش: 4]. هناك علاج قوي جداً للاكتئاب عندما تكرر قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].
لقد كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يدعو في اليوم الواحد مئات الأدعية، هل تظن أنه كان يفعل ذلك عبثاً؟ لقد كان يستعيذ بالله من شر كل شيء خلقه الله، ألا تتضمن هذه الاستعاذة شر الأمراض؟ إذن أخي الحبيب يمكنك أن تكرر كل يوم دعاء الوقاية من الأمراض: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهنَّ برّ ولا فاجر من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما خلق في الأرض وما يخرج منها، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يَطرُق بخير يا رحمن). ألا ترى معي في هذا الدعاء النبوي العظيم قمة الوقاية من أي مرض كان؟
وهكذا إخوتي وأخواتي، في القرآن والسنَّة تجدون علاجاً لكل داء مهماً كان نفسياً أو جسدياً، ويفضل أن تقرأ الآيات بصوت عالٍ أي مسموع لتجعل خلايا جسدك تتأثر بصوت القرآن، وأن تركز تفكيرك على العضو المصاب فتتخيل وكأن الله تعالى قد شفاه، وتكرر الآيات وفي كل مرة تبدأ بالفاتحة وتنتهي بالمعوذتين، وبينهما تقرأ الآيات القرآنية، ويمكنك أن تسأل عن الآيات المناسبة لمرضك.
اللهم اجعل القرآن شفاء لنا من كل داء
العلاج بسماع القرآن
كيف يؤثر سماع أسماء آيات الله على خلايا الدماغ، وما هو التفسير العلمي لظاهرة الشفاء بالقرآن؟ وهل هنالك طاقة خفية في القرآن؟ لنقرأ...
يقول الدكتور عبد الدائم الكحيل
قصة حدثت معي
إن سبب كتابة هذه المقالة هي تجربة مررتُ بها أثناء حفظي لكتاب الله تعالى. فقد كنتُ أجلس مع القرآن طيلة الـ 24 ساعة، وحتى أثناء نومي كنتُ أترك الراديو على إذاعة القرآن الكريم فأستمع إليها وأنا نائم، طبعاً وقتها لم أكن أدرك أن هنالك طريقة حديثة للتعلم أثناء النوم!
وبعد عدة أشهر بدأتُ ألاحظ أن هنالك تغيراً كبيراً في داخلي، فكنتُ أحس وكأن كل خلية من خلايا دماغي تهتز وتتجاوب مع صوت القرآن الذي كنتُ أسمعه، فقد كنتُ أحفظ القرآن بطريقة الاستماع إلى مقرئ وتكرار السورة مرات كثيرة لأجد أنها تنطبع في ذاكرتي بسهولة.
لقد كنتُ أقول وقتها لصديق لي إن الاستماع إلى القرآن يعيد برمجة خلايا الدماغ بشكل كامل! حدث هذا معي منذ عشرين عاماً، ولكنني فوجئت عندما كنتُ أقرأ منذ أيام فقط محاولات العلماء في شفاء الكثير من الأمراض المستعصية بواسطة إعادة برمجة خلايا الدماغ، ويستخدمون الذبذبات الصوتية مثل الموسيقى!!
لقد وصل بعض المعالجين بالصوت إلى نتائج مهمة مثل الأمريكية "آني ويليامز" التي تعالج بصوت الموسيقى، ولكن هذه النتائج بقيت محدودة حتى الآن بسبب عدم قدرة الموسيقى على إحداث التأثير المطلوب في الخلايا.
وعلى الرغم من ذلك فإنها تؤكد أنها حصلت على الكثير من النتائج المبهرة في علاج سرطان الكولون وأورام الدماغ الخبيثة وغير ذلك من الأمراض. وتؤكد أيضاً أن كل من استمع إلى صوت الموسيقى الذي تسجله قد ازداد الإبداع لديه!
وأحب أن أذكر لك أخي القارئ أن التغيرات التي حدثت بنتيجة الاستماع الطويل لآيات القرآن، كثيرة جداً، فقد أصبحتُ أحس بالقوة أكثر من أي وقت مضى، أصبحتُ أحس أن مناعة جسمي ازدادت بشكل كبير، حتى شخصيتي تطورت كثيراً في تعاملي مع الآخرين، كذلك أيقظ القرآن بداخلي عنصر الإبداع، وما هذه الأبحاث والمقالات التي أنتجها خلال وقت قصير إلا نتيجة قراءة القرآن!!
ويمكنني أن أخبرك عزيزي القارئ أن الاستماع إلى القرآن بشكل مستمر يؤدي إلى زيادة قدرة الإنسان على الإبداع، وهذا ما حدث معي، فقبل حفظ القرآن أذكر أنني كنتُ لا أُجيد كتابة جملة بشكل صحيح، بينما الآن أقوم بكتابة بحث علمي خلال يوم أو يومين فقط!
إذن فوائد الاستماع إلى القرآن لا تقتصر على الشفاء من الأمراض، إنما تساعد على تطوير الشخصية وتحسين التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى زيادة القدرة على الإبداع والإتيان بأفكار جديدة. وهذا الكلام عن تجربة حدثت معي، وتستطيع أخي القارئ أن تجرب وستحصل على نتائج مذهلة.
حقائق علمية
في عام 1839 اكتشف العالم "هنريك ويليام دوف" أن الدماغ يتأثر إيجابياً أو سلبياً لدى تعريضه لترددات صوتية محددة. فعندما قام بتعريض الأذن إلى ترددات صوتية متنوعة وجد أن خلايا الدماغ تتجاوب مع هذه الترددات.
ثم تبين للعلماء أن خلايا الدماغ في حالة اهتزاز دائم طيلة فترة حياتها، وتهتز كل خلية بنظام محدد وتتأثر بالخلايا من حولها. إن الأحداث التي يمر بها الإنسان تترك أثرها على خلايا الدماغ، حيث نلاحظ أن أي حدث سيء يؤدي إلى خلل في النظام الاهتزازي للخلايا.
خلية عصبية من الدماغ في حالة اهتزاز دائم، هذه الخلية تحوي برنامجاً معقداً تتفاعل من خلاله مع بلايين الخلايا من حولها بتنسيق مذهل يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى، وإن أي مشكلة نفسية سوف تسبب خللاً في هذا البرنامج مما ينقص مناعة الخلايا وسهولة هجوم المرض عليها.
لأن آلية عمل الخلايا في معالجة المعلومات هو الاهتزاز وإصدار حقول الكهربائية، والتي من خلالها نستطيع التحدث والحركة والقيادة والتفاعل مع الآخرين.
وعندما تتراكم الأحداث السلبية مثل بعض الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته، وبعض المواقف المحرجة وبعض المشاكل التي تسبب لخلايا دماغه نوعاً من الفوضى، إن هذه الفوضى متعبة ومرهقة لأن المخ يقوم بعمل إضافي لا يُستفاد منه.
إن الطفل قبل الولادة تبدأ خلايا دماغه بالاهتزاز! ويكون دماغه متوازناً وخلاياه متناغمة في عملها واهتزازها. ولكن بعد خروجه من بطن أمه فإن كل حدث يتعرض له هذا الطفل سوف يؤثر على خلايا دماغه، والطريقة التي تهتز بها هذه الخلايا تتأثر أيضاً، بل إن بعض الخلايا غير المهيّأة لتحمل الترددات العالية قد يختل نظامها الاهتزازي، وهذا يؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية والجسدية أيضاً.
ويؤكد العلماء اليوم أن كل نوع من أنواع السلوك ينتج عن ذبذبة معينة للخلايا، ويؤكدون أيضاً أن تعريض الإنسان إلى ذبذبات صوتية بشكل متكرر يؤدي إلى إحداث تغيير في الطريقة التي تهتز بها الخلايا، وبعبارة أخرى إحداث تغيير في ترددات الذبذبات الخلوية.
فهنالك ترددات تجعل خلايا الدماغ تهتز بشكل حيوي ونشيط وإيجابي، وتزيد من الطاقة الإيجابية للخلايا، وهنالك ترددات أخرى تجعل الخلايا تتأذى وقد تسبب لها الموت! ولذلك فإن الترددات الصحيحة هي التي تشغل بال العلماء اليوم، كيف يمكنهم معرفة ما يناسب الدماغ من ترددات صوتية؟
اكتشف العلماء أن شريط DNA داخل كل خلية يهتز بطريقة محددة أيضاً، وأن هذا الشريط المحمل بالمعلومات الضرورية للحياة، عرضة للتغيرات لدى أي حدث أو مشكلة أو فيروس أو مرض يهاجم الجسم، ويقول العلماء إن هذا الشريط داخل الخلايا يصبح أقل اهتزازاً لدى تعرضه للهجوم من قبل الفيروسات! والطريقة المثلى لجعل هذا الشريط يقوم بأداء عمله هي إعادة برمجة هذا الشريط من خلال التأثير عليه بأمواج صوتية محددة، ويؤكد العلماء أنه سيتفاعل مع هذه الأمواج ويبدأ بالتنشط والاهتزاز، ولكن هنالك أمواج قد تسبب الأذى لهذا الشريط الوراثي.
يقوم كثير من المعالجين اليوم باستخدام الذبذبات الصوتية لعلاج أمراض السرطان والأمراض المزمنة التي عجز عنها الطب، كذلك وجدوا فوائد كثيرة لعلاج الأمراض النفسية مثل الفصام والقلق ومشاكل النوم، وكذلك لعلاج العادات السيئة مثل التدخين والإدمان على المخدرات وغير ذلك.
ما هو العلاج؟
إن أفضل علاج لجميع الأمراض هو القرآن، وهذا الكلام نتج عن تجربة طويلة، ولكن يمكنني أن أستشهد بكثير من الحالات التي شُفيت بسبب العلاج بالقرآن بعد أن استعصت على الطب. لأن الشيء الذي تؤثر به تلاوة القرآن والاستماع إلى الآيات الكريمة هو أنها تعيد التوازن إلى الخلايا، وتزيد من قدرتها على القيام بعملها الأساسي بشكل ممتاز.
ففي داخل كل خلية نظام اهتزازي أودعه الله لتقوم بعملها، فالخلايا لا تفقه لغة الكلام ولكنها تتعامل بالذبذبات والاهتزازات تماماً مثل جهاز الهاتف الجوال الذي يستقبل الموجات الكهرطيسية ويتعامل معها، ثم يقوم بإرسال موجات أخرى، وهكذا الخلايا في داخل كل خلية جهاز جوال شديد التعقيد، وتصور أخي الحبيب آلاف الملايين من خلايا دماغك تهتز معاً بتناسق لا يمكن لبشر أن يفهمه أو يدركه أو يقلده، ولو اختلت خلية واحدة فقط سيؤدي ذلك إلى خلل في الجسم كله! كل ذلك أعطاه الله لك لتحمده سبحانه وتعالى، فهل نحن نقدر هذه النعمة العظيمة؟
صورة لخلايا الدماغ وتظهر الأجزاء المتضررة باللون الأحمر، هذه المناطق ذات نشاط قليل وطاقة شبه منعدمة وهي تشرف على الموت، ولكن لدى تعريض هذه الخلايا إلى موجات صوتية محددة فإنها تبدأ بالاهتزاز والنشاط. المصدر National Research Council of Canada
الآيات القرآنية تحمل الشفاء!
يقول العلماء اليوم وفق أحدث الاكتشافات إن أي مرض لا بد أنه يحدث تغيراً في برمجة الخلايا، فكل خلية تسير وفق برنامج محدد منذ أن خلقها الله وحتى تموت، فإذا حدث خلل نفسي أو فيزيائي، فإن هذا الخلل يسبب فوضى في النظام الاهتزازي للخلية، وبالتالي ينشأ عن ذلك خلل في البرنامج الخلوي. ولعلاج ذلك المرض لا بد من تصحيح هذا البرنامج بأي طريقة ممكنة.
وقد لاحظتُ أثناء تأملي لآيات القرآن وجود نظام رقمي دقيق تحمله آيات القرآن، ولكن لغة الأرقام ليست هي الوحيدة التي تحملها الآيات إنما تحمل هذه الآيات أشبه ما يمكن أن نسميه "برامج أو بيانات" وهذه البيانات تستطيع التعامل مع الخلايا، أي أن القرآن يحوي لغة الخلايا!!
وقد يظن القارئ أن هذا الكلام غير علمي، ولكنني وجدت الكثير من الآيات التي تؤكد أن آيات القرآن تحمل بيانات كثيرة، تماماً مثل موجة الراديو التي هي عبارة عن موجة عادية ولكنهم يحمّلون عليها معلومات وأصوات وموسيقى وغير ذلك.
يقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) [الرعد: 31]. لو تأملنا هذه الآية بشيء من التعمق يمكن أن نتساءل: كيف يمكن للقرآن أن يسير الجبال، أو يقطّع الأرض أي يمزقها، أو يكلم الموتى؟ إذن البيانات التي تخاطب الموتى وتفهم لغتهم موجودة في القرآن إلا أن الأمر لله تعالى ولا يطلع عليه إلا من يشاء من عباده.
بالنسبة للجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الأرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل عدة سنتمترات كل سنة، وتحرك معها الجبال، وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها المنطقة المنصهرة تحت القشرة الأرضية، إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات يمكن أن تتعامل مع هذه الأمواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها، أو تحدث شقوقاً وزلازل في الأرض أي تقطّع القشرة الأرضية وتجزّئها إلى أجزاء صغيرة، هذه القوى العملاقة يحملها القرآن، ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها، ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لندرك عظمة هذا الكتاب، والسؤال: الكتاب الذي يتميز بهذه القوى الخارقة، ألا يستطيع شفاء مخلوق ضعيف من المرض؟؟
ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم، بل لعلاج ما عجز الأطباء عن شفائه.
أسهل علاج لجميع الأمراض
أخي القارئ! أقول لك وبثقة تامة وعن تجربة، يمكنك بتغيير بسيط في حياتك أن تحصل على نتائج كبيرة جداً وغير متوقعة وقد تغير حياتك بالكامل كما غير حياتي من قبلك. الإجراء المطلوب هو أن تستمع للقرآن قدر المستطاع صباحاً وظهراً ومساءً وأنت نائم، وحين تستيقظ وقبل النوم، وفي كل أوقاتك.
إن سماع القرآن لن يكلفك سوى أن يكون لديك أي وسيلة للاستماع مثل كمبيوتر محمول، أو مسجلة كاسيت، أو فلاش صغير مع سماعات أذن، أو تلفزيون أو راديو، حيث تقوم بالاستماع فقط لأي شيء تصادفه من آيات القرآن.
إن صوت القرآن هو عبارة عن أمواج صوتية لها تردد محدد، وطول موجة محدد، وهذه الأمواج تنشر حقولاً اهتزازية تؤثر على خلايا الدماغ وتحقق إعادة التوازن لها، مما يمنحها مناعة كبيرة في مقاومة الأمراض بما فيها السرطان، إذ أن السرطان ما هو إلا خلل في عمل الخلايا، والتأثير بسماع القرآن على هذه الخلايا يعيد برمجتها من جديد، وكأننا أمام كمبيوتر مليء بالفيروسات ثم قمنا بعملية "فرمتة" وإدخال برامج جديدة فيصبح أداؤه عاليا، هذا يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشر فكيف بالبرامج التي يحملها كلام خالق البشر سبحانه وتعالى؟
التأثير المذهل لسماع القرآن
إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية والمؤكدة:
- زيادة في مناعة الجسم.
- زيادة في القدرة على الإبداع.
- زيادة القدرة على التركيز.
- علاج أمراض مزمنة ومستعصية.
- تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
- الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
- علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
- القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
- سوف تنسى أي شيء له علاقة بالخوف أو التردد أو القلق.
- تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
- علاج لكثير من الأمراض العادية مثل التحسس والرشح والزكام والصداع.
- تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
- وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.
- تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
أخي القارئ: إن هذه الأشياء حدثت معي وقد كنتُ ذات يوم مدخناً ولا أتصور نفسي أني أترك الدخان، ولكنني بعد مداومة سماع القرآن وجدتُ نفسي أترك الدخان دون أي جهد، بل إنني أستغرب كيف تغيرت حياتي كلها ولماذا؟ ولكنني بعدما قرأتُ أساليب حديثة للعلاج ومنها العلاج بالصوت والذبذبات الصوتية عرفتُ سرّ التغير الكبير في حياتي، ألا وهو سماع القرآن، لأنني ببساطة لم أقم بأي شيء آخر سوى الاستماع المستمر للقرآن الكريم.
وأختم هذا البحث الإيماني بحقيقة لمستها وعشتها وهي أنك مهما أعطيت من وقتك للقرآن فلن ينقص هذا الوقت! بل على العكس ستكتشف دائماً أن لديك زيادة في الوقت، وإذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: ما نقص مال من صدقة، فإنه يمكننا القول: ما نقص وقت من سماع قرآن، أي أننا لو أنفقنا كل وقتنا على سماع القرآن فسوف نجد أن الله سيبارك لنا في هذا الوقت وسيهيئ لنا أعمال الخير وسيوفر علينا الكثير من ضياع الوقت والمشاكل، بل سوف تجد أن العمل الذي كان يستغرق معك عدة أيام لتحقيقه، سوف تجد بعد مداومة سماع القرآن أن نفس العمل سيتحقق في دقائق معدودة!!
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لما في صدورنا ونوراً لنا في الدنيا والآخرة ولنفرح برحمة الله وفضله أن منّ علينا بكتاب كله شفاء ورحمة وخاطبنا فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].
ثلاثة أرباع الشفاء في القرآن!
أختي القارئه: هل تعلمى أن العلاج بالقرآن الكريم يمثل 75 % من الشفاء!! هذا ما يشير إليه القرآن بشكل غير مباشر، لنقرأ هذه المقالة...
يقول الدكتور عبد الدائم الكحيل
لقد لفت انتباهي أثناء دراستي الرقمية لكتاب الله عز وجل كلمة مهمة وهي (شفاء). هذه الكلمة تكررت أربع مرات في القرآن الكريم في الآيات الآتية:
1- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
2- (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69].
3- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
4- (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].
إذا تأملنا هذه الآيات الأربع وجدنا أن ثلاث آيات تحدثت عن الشفاء بالقرآن، وآية واحدة تحدثت عن الشفاء بالعسل.
وإذا علمنا أن القرآن كتاب متوازن في كل شيء، وأن كل كلمة إنما تكررت بميزان دقيق، فإنه يمكننا أن نستنبط من هذه الآيات وبما أن كلمة (شفاء) وردت أربع مرات، فلو اعتبرنا أن هذه الكلمات الأربعة تمثل الشفاء 100 %، فإن الشفاء بالقرآن هو ثلاثة أرباع الشفاء أي 75 %، والله تعالى أعلم.
ومن هنا يمكننا القول إنه لا يجوز لنا أن نهمل العلاج بتلاوة القرآن وبخاصة الآيات التي تنفع لأمراض محددة. وإن أطباءنا عندما يعتمدون على الأدوية الكيميائية فإنهم يعملون فقط بنسبة 25 % ويضيعون الـ 75 % التي هي الشفاء بالقرآن.
هنالك استنباط آخر من هذه الآيات، وهو أن الله تعالى لم يتحدث عن "العلاج بالقرآن" بل عن "الشفاء بالقرآن"، وكأن المولى سبحانه وتعالى يريد أن يؤكد لنا مسبقاً بأن التداوي والعلاج بالقرآن نتيجته مضمونة مئة بالمئة، ولذلك فإن أي إنسان يلجأ إلى تلاوة آيات الشفاء، فإن الشفاء سيحصل بإذن الله تعالى.
والآن عزيزي القارئ لو تأملنا الآيات الأربع من جديد والتي تتحدث عن الشفاء نلاحظ أن الآية الأولى والثانية تخاطبان الناس في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)وقوله عز وجل: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)، لكن الآيتين التاليتين أي الآية الثالثة والرابعة تتحدثان عن شفاء المؤمنين، يقول تعالى
مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، ويقول أيضاً: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)، وهذا نوع من أنواع التوازن في القرآن، وكأن الله يريد أن يقول لنا إن القرآن فيه شفاء لكل من أخذ به.
وأقول إذا تعرضت لأي مرض ومهما كان نوعه، فلا تنس أن تعالج نفسك بالقرآن أولاً، ثم تعالج نفسك بالعسل ومشتقاته والأدوية التي سخرها الله تعالى من أعشاب أو غذاء، وسوف تحصل على النتيجة المؤكدة وهي الشفاء بإذن الله تعالى، ولكن لا تنس أن تكون ثقتك بالله كبيرة وأن تعتقد أنه قادر على شفائك مئة بالمئة.
وهذا الاعتقاد هو ما أشار له القرآن في آيتين تحدثنا عن فعل الشفاء، أي مَن الذي يقوم بالشفاء؟ إنه بلا شك الله تعالى. ومما لفت انتباهي أخي القارئ أن فعل الشفاء تكرر مرتين، وفي كلتا المرتين نجد أن الذي يشفي هو الله تعالى، يقول تعالى:
1- (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14].
2- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80].
وهكذا يصبح الشفاء ومشتقاته قد تكرر في القرآن ست مرات، وغطّت هذه الآيات الستة، فاعل الشفاء وهو الله تعالى، والوسيلة الروحية للشفاء وهي القرآن والوسيلة المادية للشفاء وهو العسل، فماذا تطلب بعد ذلك؟
العلاج بسماع القرآن
كيف يؤثر سماع أسماء آيات الله على خلايا الدماغ، وما هو التفسير العلمي لظاهرة الشفاء بالقرآن؟ وهل هنالك طاقة خفية في القرآن؟ لنقرأ...
<
الشفاء بالدعاء النبوي
هذه طريقة جديدة أستخدمها وأحببت لجميع الإخوة والأخوات أن يستفيدوا منها، ألا وهي العلاج بالدعاء النبوي للأمراض النفسية والجسدية بل والاقتصادية....
العلاج بالصدَقَة
منذ أربعة عشر قرناً حدثنا النبي الكريم عن مداواة المرضى بالصدقات، فهل فعلاً الصدقة تشفي من الأمراض، وكيف نقتنع بذلك في عصر المعلومات اليوم؟..
الشفاء الكامل (آيات الشفاء)
استجابة منا لطلبات القراء حول الآيات التي تعالج أمراضاً محددة، والتي يتم الشفاء بها بإذن الله، فإننا نقدم لهم هذا البحث ليكون دليلاً لهم للشفاء بإذن الله
العلاج بالبكاء من خشية الله
هذه دراسة جديدة أجراها علماء أمريكيون عن تأثير البكاء وفوائده النفسية، ونتذكر أن القرآن تحدث عن هذه الفوائد، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله جل وعلا....
لماذا نميل للبكاء أحياناً ومن الذي وضع فينا هذه الفطرة، فطرة البكاء؟
فالمولود منذ أول لحظة يخرج للدنيا نراه يبكي، والإنسان من شدة الفرح تجده يبكي، فالبكاء هو غريزة أودعها الله في البشر، وطالما اعتقد الملحدون أن البكاء لا فائدة منه، ولكن تأتي الأبحاث لتثبت عكس ذلك، وكذلك نجد أن القرآن ذكر البكاء كصفة جيدة ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى.
ونلاحظ اليوم أن بعض الباحثين النفسيين يطرحون فكرة العلاج بالبكاء!
فقد أفادت دراسة علمية أنجزها باحثون أميركيون وهولنديون بأن غالبية الناس يشعرون بتحسن في المزاج بعد البكاء، في حين تتدهور حالة شخص واحد من أصل عشرة فقط بعد ذلك. ووجد علماء نفس في جامعة جنوب ولاية فلوريدا الأميركية وجامعة تيلبيرغ الهولندية أن الأشخاص الذين بكوا ولقوا دعماً اجتماعياً كانوا يفيدون عن تحسن في مزاجهم.
وفي المقابل لوحظ أن مزاج حوالي ثلث الأشخاص الـ3000 الذين شملتهم أبحاث الدراسة لم يتحسن بعد البكاء. وربطت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم النفس الأميركية، بين فوائد البكاء ومكان وساعة حصول هذا الأمر. ولاحظت الدراسة أن البكاء يعطي تأثيرا مهدئاً مثل التنفس بشكل أبطأ بحيث يساهم في تخفيض عدد دقات القلب. وتوقع الباحثون أن يكون هذا الأمر هو السبب وراء تذكر الناس للجانب المشرق من البكاء وتخطيهم للشعور بالتوتر.
وقام الباحثون بدراسة البكاء في المختبر فوجدوا أن نتيجته كانت غالباً شعوراً بالسوء، فرجحوا أن السبب هو الظروف المتوترة والتصوير والمراقبة، وهي أمور تخلق لديهم مشاعر سلبية تعيق الفوائد الإيجابية المرتبطة بالبكاء.
هذا خبر علمي يؤكد ما جاء في دراسات سابقة من فوائد للبكاء لمسها الباحثون في مجال علم النفس. ولكن الباحثين لا يعرفون طريقة البكاء الصحيحة والفعالة! فالبكاء قد يكون علاجاً لكثير من الأمراض، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى، وهو ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى متحدثاً عن أولئك المؤمنين الخاشعين الذي تأثروا بكلام الله تعالى فماذا كان رد فعلهم؟ يقول عز وجل عنهم: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109].
وانظروا معي كيف ربط البيان الإلهي بين البكاء والخشوع، فكلاهما يمثل طريقة رائعة لعلاج الأمراض النفسية. فالبكاء من خشية الله يزيد المؤمن خشوعاً وخوفاً من الله، ويُنسيه همومه وأحزانه، لماذا؟ لأن الذي يتأثر بكلام الله ويتصور أهوال القيامة ويتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، تتضاءل أمامه المشاكل والهموم مهما كان حجمها أو نوعها، وبالتالي ينسى مشكلته، وهذه أول خطوة على طريق علاج أي مشكلة، أن تنظر إلى هذه المشكلة على أنها شيء تافه وقابل للحل، وبالتالي سوف يتم حلّها بسهولة، وهذا ما يؤكده علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية في حل المشاكل والمصاعب.
ولذلك فإن الله تعالى ذكر البكاء في أكثر من موضع من كتابه المجيد، وجعله وسيلة للقرب من الله تعالى، ومؤشراً على صدق المؤمن في خشيته لخالقه جل جلاله. يقول تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) [النجم: 59- 61]. ففي هذا النص القرآني أمر لنا أن نبكي من خشية الله، وأن نبتعد عن اللهو وأن نبتعد عن كثرة الضحك، ولا يمنع ذلك من الابتسامة التي هي علاج أيضاً.
وأختم يا أحبتي: إن البكاء والخشوع والدعاء وصفة رائعة لعلاج أي توتر نفسي، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال فيهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وما أحوجنا في هذا العصر للدعاء والخشوع والبكاء من خشية الله، عسى الله أن يفرّج همومنا ويرزقنا الصبر، فما أعطى الله عطاء أوسع من الصبر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الصلاة لعلاج مشاكل العمود الفقري
الغرب ليس لديه مثل هذه العبادة الرائعة، لذلك يلجأ إلى رياضة اليوغا، لنتأمل ما كشفت عنه الدراسة الجديدة....
في عصرنا هذا انتشرت مشاكل مرضيَّة تزعج الكثيرين وتسبب لهم آلاماً لا تُحتمل، وسببها مشاكل في العمود الفقري. فهذا العمود الذي سخره الله لنا ينبغي أن نقوم بصيانة دائمة له لأنه يحمل الجسم ولولاه لم يتمكن أحدنا من أداء حركة واحدة!
وبسبب الاستخدام الكبير للسيارة وعدم المشي وقلَّة الحركة وكثرة الطعام... انتشرت مشاكل العمود الفقري، وهي تسبب آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة وتنميل الأطراف وآلام اليدين والرجلين. ولكن ما هو العلاج الجديد؟
وجدت دراسة أميركية جديدة أن تمارين اليوغا تخفف الألم المزمن في الجزء السفلي من الظهر، ولا تقتصر فوائد هذه التمارين على تقوية عضلات الظهر فقط، بل تشمل عضلات البطن وتخفف الضغط على العمود الفقري.
وقال الباحثون إن ممارسة هذه الرياضة تقوي الجسم وتزيد مرونته وتساعد على التوازن. ويقول الدكتور تود ألبرت رئيس قسم طب العظام في مستشفى توماس جيفرسون "تبين لي أن اليوغا تخفف بشكل كبير الأوجاع في أسفل الظهر"، داعياً المرضى الذين يشكون من هذه المشكلة إلى الاستمرار في ممارستها لأن التوقف عن ذلك يضعف عضلات الظهر ويجعل الألم مزمناً.
وتؤكد الدراسة التي نشرت في مجلة "العمود الفقري"، أن الذين مارسوا تمارين اليوغا لمدة ستة أشهر تراجعت لديهم حدة الألم الذي يشعرون به في أسفل الظهر، مقارنة بنظرائهم الذين استمروا في تناول العلاجات التقليدية للألم مثل الحبوب وغير ذلك، كما تحسنت حالتهم النفسية.
ولكن هل يوجد لدينا "يوغا" في الإسلام؟
لقد فرض الله علينا ما هو أهم وأفضل من هذه الرياضة، إنها رياضة الصلاة! فقد أثبتت بعض الدراسات الإسلامية أن الذي يحافظ على الصلاة بل ويكثر من المشي إلى المساجد، يكون أقل عرضة لمشاكل العمود الفقري.
ولو تأملنا يا أحبتي التمارين الخاصة برياضة اليوغا، نجد أن الحركات الأساسية شبيهة بحركات الصلاة. فالوقوف بخشوع بين يدي الله تعالى، ثم الركوع والسجود ... فهذه حركات ضرورية للعمود الفقري، وقد أثبتت الدراسات فائدة هذه الحركات للمرأة الحامل، وكذلك للمرأة في سن اليأس وبخاصة من تعاني من هشاشة العظام.
ولذلك فإن الله أمرنا بالصلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) [السلسلة الصحيحة، الألباني]. لأن الصلاة بالفعل راحة للإنسان، فهي عبادة وتقرب وطاعة لله تعالى، وصيانة ورياضة للجسم، وكذلك تساعد على تحسين الحالة النفسية. فقد أثبتت المشاهدات أن الذين يحافظون على الصلاة لا يعانون من أي نوع من أنواع الاكتئاب!
ولذلك أقول: إن أفضل علاج لآلام الظهر والأطراف، أن تطبق ما يلي:
1- تكثر الخطا إلى المساجد كما أمرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.
2- تكثر من الصلاة والسجود لله تعالى، كما قال النبي لأحد أصحابه وقد سأله مرافقته في الجنة، فقال له: (فأعنّي على نفسك بكثرة السجود) [رواه مسلم].
3- المحافظة على الصلوات وعدم ترك أي صلاة، فأحب الأعمال إلى الله كما أخبر النبي: (الصلاة على وقتها)، ويقول تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) [المعارج: 34-35].
وقد جمع النبي لنا أبواب الخير في حديث واحد، فقد روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات"؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط") [رواه مسلم].
فالوضوء ينشط خلايا الجلد ويزيل التراكمات والسموم التي تعلق عليه، ويؤدي إلى نشاط الجسم بشكل عام، ثم تأتي رياضة المشي إلى المساجد، لتقوية عضلات الرجل وإعطاء مرونة للجسم ولياقة بدنية رائعة، ثم تأتي رياضة الصلاة التي هي بحق أفضل تمرين لعضلات العمود الفقري.
وكل هذا يتم بخشوع كامل، مما يؤدي إلى الحصول على أقصى فائدة طبية، فالخشوع لله تعالى والتفكر في هذه العبادة الرائعة – الصلاة – هو راحة للنفس والجسد، ولذلك نقول: هل تشعرون الآن معي بلذة الصلاة وحلاوة العبادة وروعة الخضوع للخالق عز وجل؟
روائع الشفاء بالصيام والغذاء والقرآن
بعض الأسرار العلمية للصيام، بالإضافة إلى أسرار الغذاء بين العلم والإيمان....
في كل عام نستعد لاستقبال شهر رمضان الذي هو خير شهور السنة، وحتى نشعر بلذة هذه العبادة ونُقْبل عليها برغبة، ينبغي أن نتعرف على أسرار هذه العبادة، وأهم الأسرار العلمية للأغذية الأساسية المذكورة في القرآن الكريم. لنبحر معاً ونتأمل هذه الفوائد الرائعة:
أهم شيء الاستعداد النفسي للصيام!
فالمؤمن الذي يدرك فوائد الصيام في الدنيا والنعيم الذي ينتظره في الآخرة، فإنه بلا شك يستقبل هذا الشهر بطاقة كبيرة، وحالة نفسية مطمئنة وشوق وتلهف لممارسة الصيام... وهذا يؤدي إلى رفع النظام المناعي لدى المؤمن وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى من الصيام.
على عكس الذي يتشاءم من هذا الشهر! فهو يدخن ويخشى أن ينقصه بعض السيجارات أثناء النهار... أو يأكل كثيراً ويخاف أن ينقصه بعض الوجبات بسبب الصيام... ومن الناس من تعوَّد على اللهو والترف والمعصية فيشعر أن هذا الشهر سيقيّده ويحرمه من بعض الملذات...
إن أمثال هؤلاء لا يشعرون بحلاوة هذه العبادة، بل تمر عليهم الأيام ثقيلة فيجلسون متشائمين ينتظرون نهاية الشهر... ولذلك يا إخوتي لابد من قراءة مثل هذه المقالة للتزوّد "بشحنة" من التهيئة النفسية لممارسة هذه العبادة من خلال إدراكنا لأسرارها.
هل تعلمون أن الصيام يقتل الفيروسات ويطرد السموم؟
يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامة بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل!
دراسات غربية تؤكد أن الصوم يعالج السكري والقلب
أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جداً لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مس