بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـأيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما لا يخفى عليكم أحبتي في الله أن مسألة التصوير مسألة شائكة تناولها الفقهاء بالبحث و التمحيص ، و ميزوا بين ما هو جائز ، و بين ما هو محرم ، فما على المسلم إلا معرفة الحكم الشرعي و الانقياد له عملا بقوله تعالى : و(( وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) الأحزاب 36 .[/color] [color=brown]قوله تعالى : =green]](( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون )) النور 51 .و قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كل أمّتي يدخلون الجنة إلا من أبى ؟ ، قالوا : يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى )) البخاري .
و إليكم مجمل القول في المسألة :
التصوير على ثلاثة أقسام :
أولا : تصوير ذوات الأرواح المجسمة :
وهو محظور شرعا، لا ينبغي أن يختلف فيه ، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )) الشيخان .
و عن ابن
عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من صوّر صورة عذبه الله حتى ينفخ فيها ـ يعني الروح ـ وليس بنافخ فيها، ومن استمع إلى حديث قوم يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة )) الترمذي.
ثانيا : تصوير ذوات الأرواح باليد تصويرا غير مجسم :
وجمهور أهل العلم على منعه، لدخوله في عموم التصوير الذي يضاهى به خلق الله .
ومن العلماء من رخص فيه بحجة أنه ليس على وضع يمكن عادة أن يكون ذا روح فلا يعقل أن يؤمر صاحبه بنفخ الروح فيه يوم القيامة ، والصحيح قول الجمهور.
ثالثا : حبس الظل وهو التصوير بالكاميرا أو الفيديو و كذا التصوير الفوتوغرافي :فهو مختلف فيه بين أهل العلم كذلك ، بين مانع و مجيز، والذي نميل إليه الجواز ما لم يعرض فيه ما يحرمه، كأن تكون الصورة لامرأة متبرجة أو لقصد التعظيم ، فإن لم يعرض فيه ما يمنعه فالأظهر فيه الجواز إذ ليس فيه مضاهاة لخلق الله ، بل هو تصوير عين ما خلق الله ، خصوصا إذا تعلقت بذلك مصلحة شرعية كاستخراج بطاقة أو إظهار حق و كتصوير مجالس العلم ونحو ذلك ، وإذا لم تتعلق به مصلحة فالأولى تركه، خروجا من الخلاف ، وبعدا عن الشبهة وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( ... ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه )) رواه البخاري ومسلم.
أما إذا كانت الصور مما تمتهن، كأن كانت في الوسادة أو تداس بالقدم فلا حرج فيها و الأولى اجتنابها ، لما رواه أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( أتَانِي جِبْرَائِلُ فقالَ لِي أتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أكُونَ دَخَلْتُ إلاّ أنّهُ كانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ في الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ في الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التّمْثَالِ الّذِي في الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشّجَرَةِ وَمُرْ بالسّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآنِ ومُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيَخْرُجْ )) فَفَعَلَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
أما تصوير غير ذوات الأرواح كالأشجار والأحجار ونحو ذلك فلا حرج فيه مطلقا إن شاء الله تعالى ، لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : (( فإن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا روح فيه )) .
أحبتي في الله : مما سبق ذكره يتضح و بجلاء أن محل الخلاف في التصوير الفوتوغرافي هو حيث لم يشتمل التصوير على محرّم ، أو دعوة إلى المحرّم ، فإن اشتمل على ذلك منع، كأن يشتمل على صور نساء متبرجات ونحو ذلك ، أو استعمال صور لتعظيم الأشخاص كالممثلين و خاصة إن كانوا غير مسلمين ، فهؤلاء المعجب بهم قوم يستحقون منا المقت لا الإعجاب، فهم يعصون الله جهاراً، ويفسدون الأخلاق والقيم قصداً، كيف يتصور من مسلم ذكراً أو أنثى أن يعجب برجل يحتضن أو يقبل أو يضاجع امرأة أجنبية عنه على مرأى ومسمع
من الناس كلهم ؟؟؟ و ديننا أمر بالعفة ونهى عن الفحشاء والتبرج ، والنظر إلى العورات فيجتمع للمعجب بهؤلاء حرمة النظر إلى ما يحرم النظر إليه، وتعظيم ما حقّه المقت والبغض ، فالواجب بغضهم في الله بقدر معاصيهم، فإن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان .
و السؤال الذي يطرح نفسه و بغضّ النظر عن الحكم الشرعي الذي ذكر : هل يا ترى شباب الغرب عموما يستعملون صور المسلمين مثلما نستعمل نحن صورهم ؟؟؟ بل بالعكس تماما فقد نشروا صورا و لكنها للإساءة إلينا و لديننا الحنيف و لأعظم خلق الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فهل بقي لنا بعد هذا من قول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحبتي في الله :
عملا بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال : لله ، و لكتابه ، و لرسوله ، و لأئمة المسلمين ، و عامتهم )) مسلم .
و نظرا لعدم استطاعتنا حذف الصور الموجودة في مكتبة الصور بالمنتدى .
و تبرئة للذمة أمام الله تعالى .
فإنني أهيب بإخواننا الأفاضل و أخواتنا الفضليات أعضاء منتدانا الحبيب و أناشدهم الله بتجنب استعمال الصور الموجودة
أو غيرها في صورهم الشخصية ، و استبدالها بغير ذوات الأرواح من مناظر طبيعية ، أو آيات قرآنية و أحاديث نبوية و حكم و أمثال و ذلك من أجل الدعوة إلى الله تعالى ، فينبغي أن تكون الصورة وسيلة للدعوة ، و التوقيع وسيلة للدعوة ، و ما يكتب وسيلة للدعوة ، و لنعلم أننا سنقف بين يدي الله عزّ وجلّ لنسأل عما كنّا نعمل ، و كلنا يدخل الجنة إلا من أبى ؟؟؟
فاللهم بصرنا بعيوبنا ، وأرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه .اللهم إني قد بلّغت ، اللهم فاشهد .
منقول من عند الاستاذ القدير عمار جعيل