1 – ما جاء في التفسير مِن تسمية آية الكرسي " سيدة آي القرآن " وَرَد فيه حديث ضعيف ، رواه الترمذي وضعَّفَه بِقوله : هذا حديث غريب لا نَعرفه إلاَّ مِن حديث حكيم بن جبير ، وقد تَكَلَّم شُعْبة في حَكيم بن جبير وضَعَّفَه . اهـ .
وضعَّفَه الألباني في " ضعيف جامع الترمذي " وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " .
وثَبَت أنَّ آية الكرسي أعْظَم آية في القرآن .
روى مسلم مِن حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدري أيّ آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . قال : فضرب في صدري ، وقال : والله ليهنك العِلْم أبا المنذر .
وروى ابن بطَّـة مِن حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : دَخَلْتُ المسجد الحرام ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فَجَلَسْتُ إليه ، فقلت : يا رسول الله أيّ آيَة نَزَلَتْ عليك أفْضَل ؟ قال : آيَة الكُرْسي ؛ مَا السَّمَاوات السَّبْع في الكُرْسي إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
2 – ما قيل في أنها تعدل ثلث القرآن . لا دَليل عليه .
3 – والقول بأنها نزلت ليلاً ، وأنها لَمَّا نزلت خَرّ كل صنم في الدنيا . وكذلك خَر كل ملك في الدنيا ، وسقطت التيجان عن رءوسهم ، وهربت الشياطين .
هذا مِمَّا لا دَليل عليه ، ولذا فإن الإمام القرطبي لَمَّا أوْرده قال : روي عن محمد بن الحنفية أنه قال ... فَذَكَرَه .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو تابعي .
4 – والقول بأن " الكرسي هو أساس الحكم ، وهو رمز الملك " هذا تأويل غير مَرْضِيّ عند أهل السنة .
فأهل السنة يُثبِتُون الكُرسي ، ولا يتأوّلونه .
وفي الحديث : مَا السَّمَاوَات السَّبْع في الكُرْسِيّ إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة " رواه ابن أبي شيبة العبسي في كِتاب " العَرْش " ، وابن حبان ، وأبو الشيخ في كِتاب " العَظَمَة " ، وابن بطَّة في " الإبانة الكبرى " .
وقال ابن حجر : وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بِسَنَدٍ صَحِيح عنه .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
وهذا الحديث دالّ على عَظَمة الكُرسي .
وقد فسَّر السلف الكرسي بأنه موضع القدَمَين .
رَوى عبد الله بن الإمام أحمد في كِتاب " السُّـنَّـة " وابن بَـطَـة عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي قوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) . قال : مَوْضِع القَدَمَـيْن ، ولا يُقْدَر قَدْر عَرْشِـه .
وهذا الأثَر صَحَّحه غير واحد مِن أهل العْلِم .
5 – [ ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ) ]
لا يَجوز نِسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دُون التحقق مِن صِحّتها .
فالحديث الأول رواه الحكيم الترمذي ، وهو حديث ضعيف .
والثاني سبق بيان ضعْفِه .
6 - لمن قرأها في زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسة ، وتُخْرج منه الشيطان .
جاء هذا عن بعض السَّلَف ، فقد جاء عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع .
قال القرطبي : معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسا مِن جوانبه الأربع ، وأن تَنْفِي عنه الشيطان مِن زَوايا بَيته .
وهذا الذي ذَكَره عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رواه ابن أبي شيبة من طريق عُبيد بن عمير قال : كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل مَنْزِله قرأ في زواياه آية الكرسي .
وفِعْل الصحابي حُجَّة على الصحيح .
فلا يَصِحّ اعتبار هذا مِن البِدَع .
7 – [ لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام ]
قال القرطبي : وفي الخبر : مَن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يَتَوَلَّى قَبض رُوحه ذو الجلال والإكرام ، وكان كَمَن قاتَل مع أنبياء الله حتى يُسْتشهد .
وهذا الذي أشار إليه القرطبي ضَعيف .
والله تعالى أعلم .