بسم الله الرحمن الرحيم
ائذن لي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد بن حسين يعقوب
قال الله - عز وجل وعلا سبحانه -
َولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (40) الحج
عذرا ومعذرة يا رسول الله
اللهم إننا نبرأ إليك مما فعل أولئك الكفار، ونعتذر إليك من تقصيرنا وتقصير أهل ملتنا في نصرة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اغفر لنا وارحمنا و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، أنت ولينا وأنت خير الراحمين.
لماذا يشتمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟!
إنه السؤال الذي لابد أن نجيب عنه بوضوح وصراحة وتجرد لكي نعرف كيف نرد على هذه الشتائم، وما هو رد الفعل المطلوب.
إن السبب الحقيقي الواقعي لفعل هؤلاء الكفار أنهم لا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبذلك ترجع المسألة إلى تقصيرنا في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إنهم لا يعرفونه،إننا لم نستطع أن نوصل دعوتنا إليهم، إننا لم نحدثهم عن ديننا وعن نبينا - صلى الله عليه وسلم -، إنهم سمعوا عنا ولم يسمعوا منا ، ولذلك تجرءوا وأساءوا بل وكفروا.
ولو عرفوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآمنوا به، أو على الأقل عظموه ووقروه وأحبوه كما فعل من عرفه منهم.
ولعل السبب الآخر أنهم أيضا لا يعرفون قدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوس المسلمين، ولم يتوقعوا أن يحدث رد فعل كهذا من كل المسلمين بلا استثناء، لأنهم يرون تنكر العلمانيين من المسلمين والمستغربين منهم للدين جملة، فظنوا أن هذا هو الموقف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أيضا ولو عرفوا قدر تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوس المسلمين جميعا، برهم وفاجرهم؛ لأخافهم مجرد عدد هؤلاء، ولانزجروا عن مجرد التفكير في الإساءة إلى شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إذًا يعود السبب إلي أمرين لا ثالث لهما:
- ما نحن فيه من التقصير في حق ديننا والدعوة إليه.
- ما نحن فيه من مهانة وتخاذل وإنكباب على الدنيا.
هذان الأمران صورا للكفار أن ديننا لا قيمة له، وأن أمتنا لا قيمة لها فتجرءوا، و إذا عرف السبب بطل العجب.
ويبقى السؤال الآخر ما الحل ؟ ما العلاج ؟ وما المخرج ؟ وما هو التصرف اللائق ؟ وما هو رد الفعل المناسب بعد ما رأينا وسمعنا عن مظاهرات واحتجاجات ولغو في المطالبة بالاعتذار وبرفض هؤلاء المجرمين مجرد الاعتذار.
أيها الأخوة أنا أحبكم في الله
ما هو دورنا الآن ؟وما هي مطالبنا ؟وماذا نفعل ؟
ودعوني في البداية أضرب لكم مثالا يوضح حال المسلمين: ما مثلنا ومثل قومنا إلا كمثل:
رجل فتي قوي سقط في حادث، فإذا بالناس بغوغائية وفوضوية يلتفون حوله: هذا يصرخ: اسقوه ماءًا اسقوه ماءًا، وهذا يحرك رأسه بعنف: ما اسمك ؟ ما عنوانك ؟ ،وهذا يئس من نجاته فجعل يلقنه: قل لا إله الا الله ّ، قل لا إله إلا الله !..
وهؤلاء المتفرجون بالعشرات يحشرون رؤوسهم يكتمون أنفاسه لئلا يفوتهم مشهد خروج روحه!!
بالله هل تظن أن ينجو هذا المصاب؟! ماذا لو استدعوا له طبيبًا حاذقًا بحالات الطوارئ؟!
هذا مثل أمتنا " والطبيب الله"
( ليس باللخبطة ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو منهج كيف ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فليكن شعارنا بــــ "ائذن لي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )
أصيبت الأمة بالإهانة فإذا بغبار الإعلام يشوش على القضية، ويصرف غضب الأمة في مصارف التيه.
لاعب كرة كتب على فانلة اللعب ( فداك روحي يا رسول الله ) - صلى الله عليه وسلم -
مظاهرات!! اختلاطّ!! ارتفعت أصوات النساء اللائي يغرن على جناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!
ولعلهم ألفوا الأغنيات للغانيات (فداك روحي يا رسول الله)
هل هذا هو الانتصار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أعدائه ؟!
لا، إخوتي في الله وأنا أحبكم في الله.
وإنما الواجب إذًا أن ننظر إلى هذا الغضب نظرة عقدية كيف أفاقت الأمة عليه في هذه الساعة، فنستغل ساعات الإفاقة لعلاج جسد الأمة المنهك بالأمراض.
هذه الأمة اليوم تفيء إلى ربها، وتعود من بعد طـول غـيـاب فـي ظـلـمـات الـجـاهلية وشرورها،